اقترب شهر رمضان الكريم والمبارك، الذي ينتظره جميع المسلمين كل عامٍ بلهفةٍ وشوقٍ لاستقبال أيام الصيام وأداء العبادات المختلفة والتقرُّب من الله فيه. ومع صيام المسلمين لهذا الشهر كاملًا يكتسبون العديد من الفوائد والممارسات الصحية لأجسادهم، أبرزها خسارة الوزن، ولكن مع تغيُّر نمط الحياة الذي يصاحب هذا الشهر، قد يؤثر الصيام وفوائده سلبًا على صحة الإنسان وعاداته البيولوجية وكذلك النوم إن اتبع بعض العادات والسلوكيات الخاطئة مؤديًا للإخلال بالعديد من الوظائف المهمة لأعضاء الجسم. وفي هذا المقال نستعرض لكم الصيام وفوائده البيولوجية على صحة الإنسان ومدى تأثيرها سلبًا.

الساعة البيولوجية بجسم الإنسان:

هناك مصطلح يوجد بكل خلية من خلايا كل عضوٍ بجسم الإنسان يُعرَف بالساعة البيولوجية أو ساعة الإيقاع، والتي تنقسم بدورها إلى قسمين أساسيين للعمليات البيولوجية التي تتم بجسم الإنسان يوميًا طالما لا زال حيًا يتنفس، وهما:

• الساعة المركزية، والتي توجد في الدماغ وتعرف بمركز الساعة البيولوجية، وهي التي تنظم عمل جميع الساعات الفرعية بالجسم.
• الساعة الفرعية، والتي تتوزّع على مختلف أعضاء الجسم بنسب مختلفة.

وتتجانس هذه الساعة البيولوجية بانتظام في مراكز الجسم مساهمةً في تأدية وظائف أعضاء الجسم المختلفة بإيقاع يومي متناغم ومتناسق؛ وهذا يتم عن طريق ضبط التعبير الجيني لجينات النهار وجينات الليل في مختلف أعضاء الجسم.

مدى تأثير الصيام على الساعة البيولوجية وعملها في الجسم:

مما سبق نأتي بما يهمنا في موضوع الصيام وفوائده البيولوجية لصحة الجسم، وهو أن الوجبات اليومية وتوقيت تناولها يؤثر في الساعة البيولوجية وعملها في الجسم، وبشكلٍ خاص الساعة الفرعية التي تتوزع على أعضاء الجسم المختلفة، مما قد يؤدي إلى عدم تناغمها مع الساعة الخارجية، وبالتالي يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الجسم المختلفة وبعدد كبيرٍ منها، أبرزها الوظائف القلبية ووظائف عملية الأيض. مما يتسبب في ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ونقص حرق السعرات الحرارية، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الوزن كأبرز تأثير سلبيّ من أداء بعض العادات الغذائية الخاطئة في الصيام.

بعض الممارسات الخاطئة أثناء الصيام:

وما ذُكِر هو توضيح لتأثير بعض الممارسات الخاطئة التي يمارسها الكثيرون منّا طوال شهر رمضان المُبارك فيما يتعلق بالنوم والطعام. ففي رمضان يزيد البعض من تناول مختلف الأطعمة طوال فترة الليل، وهي الفترة التي تبدأ من وقت الإفطار وحتى وقت الإمساك (السحور)، وهو وقت لا يقبل فيه الجسم البشريّ تناول كميات كبيرة من الطعام، ويتسبب هذا الأمر في حدوث خلل حاد في الساعة البيولوجية كما ذكرنا أعلاه، هذا بالإضافة إلى السهر (عدم النوم) طوال الليل، والذي يتسبب كذلك في حدوث تغييرات فيزيولوجية عديدة تشبه التغييرات التي تصاحب اختلال الساعة البيولوجية.

نصائح لتجنُّب تأثير العادات الخاطئة أثناء الصيام على الجسم:

ولكن الصوم النهاري في رمضان له العديد من الفوائد الصحية أظهرتها الكثير من الأبحاث. وللحصول على هذه الفوائد، ننصح الالتزام بالتالي:

1- أن يقتصر تناول الطعام خلال الليل على وجبتين رئيسيتين، هما وجبة الإفطار، ويفضل أن يفطر الصائم على طعامٍ خفيف، ويتناول الوجبة الرئيسية بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء؛ والوجبة الرئيسية الثانية هي وجبة السحور قبل صلاة الفجر. كما يمكن أن يتناول الشخص وجبة خفيفة قليلة السعرات قبل النوم الليلي.

2- محاولة الحصول على كمية كافية من النوم بالليل، وهذا أمر أساسي لصحة الجسم خلال فترات الصيام؛ لأن النقص الحاد في النوم يمكن أن يتسبّب في خللٍ حادٍ في جينات الساعة البيولوجية، مما قد يؤدي لاختلالٍ في الوظائف القلبية ووظائف عمليات الأيض. وينصح العلماء والباحثون بأن يحاول الإنسان البالغ الحصول على 6 ساعات نوم خلال الليل في شهر رمضان على الأقل.

3- محاولة بدء العمل مبكرًا في رمضان وعدم النوم بعد صلاة الفجر. فعندما ينتهي العمل بعد ذلك مبكرًا، سيتمكّن الصائم من الحصول على قيلولة قصيرة بعد صلاة الظهر؛ لأن تأخير نظام العمل في رمضان لا يتوافق مع فيزيولوجية الجسم مؤديًا إلى اختلالها؛ حيث أن النوم بعد صلاة الفجر وبعد تناول وجبة سحور ثقيلة أمر غير صحي بتاتًا.

إن التزم الشخص بهذه الأمور وتجنّب العادات الغذائية الخاطئة خلال فترة الصيام ستتحسّن حالته كثيرًا ولن يؤثر الصيام سلبًا على بيولوجية جسمه، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم عن فضل الصيام «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *» صدق الله العظيم.

خلال موسم الإنفلونزا أو أوقات المرض نبحث عن الأطعمة أو المكملات والفيتامينات التي نعتقد أنها تعزز المناعة، يُمكن لفيتامين C وبعض الأطعمة أن تنشِط جهازك المناعي، ومع ذلك، فإن تصميم نظام المناعة لدينا معقد جدًا ويتأثر بالعديد من العوامل، وليس فقط النظام الغذائي.

ما هو جهاز المناعة ؟

بشكل يومي نتعرض للميكروبات الضارة من جميع الأنواع، نظامنا المناعي هو شبكة من المراحل والمسارات المعقدة في الجسم، يحمينا من هذه الميكروبات الضارة والأمراض، يتعرف على الغزاة الأجانب مثل البكتيريا والفيروسات ويتخذ إجراءات فورية لمهاجمتها والقضاء عليها.

يمتلك البشر نوعين من المناعة: المناعة الفطرية وهي خط الدفاع الأولي ضد مسببات الأمراض التي تحاول دخول أجسامنا، ويتم تحقيقها من خلال حواجز وقائية، مثل الجلد والمخاط الذي يحبس مسببات الأمراض، وحمض المعدة الذي يقضي على العديد الميكروبات، وإنزيمات العرق والدموع التي تساعد على تكوين مركبات مضادة للبكتيريا، وغيرها.

المناعة التكيفية أو المكتسبة والتي تُشبِه نظام التعرف على عوامل المرِض للجسم، يتم تنظيمه بواسطة الخلايا والأعضاء مثل الطحال والغدة الدرقية ونخاع العظام والغدد الليمفاوية.

عندما تدخل مادة غريبة إلى الجسم، تخلق هذه الخلايا والأعضاء أجسامًا مضادة تؤدي إلى تكاثر الخلايا المناعية لمواجهة تلك المادة الضارة وتهاجمها وتدمرها، ثم يتكيف جهاز المناعة لدينا من خلال تذكُر المادة الغريبة بحيث إذا دخلت مرة أخرى، فإن هذه الأجسام المضادة والخلايا تكون أكثر كفاءة وسرعة في تدميرها.

العوامل التي تؤثر في جهاز المناعة

العمر، مع تقدم السن تصبح أعضائنا الداخلية أقل كفاءة، خاصة الأعضاء المرتبطة بالمناعة، كما ترتبط الشيخوخة بنقص المغذيات الدقيقة، مما يؤدي إلى تفاقم تدهور وظيفة المناعة.

التلوث البيئي مثل الدخان والجسيمات الأخرى العالقة في الهواء، مِثل هذه المواد تضعف أو تثبط النشاط الطبيعي للخلايا المناعية.

الوزن الزائد أيضًا يُضعف المناعة حيث تنتج الأنسجة الدهنية الخلايا الشحمية التي تزيد حساسية العمليات الالتهابية داخل الجسم، لذلك تم تحديد السمنة كعامل خطر مستقل يقلل المناعة.

النظام الغذائي السيء، يمكن لسوء التغذية أو النظام الغذائي الذي يفتقر إلى واحد أو أكثر من العناصر الغذائية أن يُضعف إنتاج ونشاط الخلايا المناعية والأجسام المضادة.

أضف إلى ذلك الأمراض المزمنة التي تهاجم اضطرابات المناعة الذاتية ونقص الخلايا المناعية، كما أن الإجهاد العقلي المزمن يؤدي إلى خلل إفراز الهرمونات الضرورية مثل الكورتيزول الذي يثبط الالتهاب ويؤثر على عمل خلايا الدم البيضاء.

قلة النوم والراحة، النوم هو وقت استعادة الصحة وتجديد الطاقة حيث يتم إطلاق نوع من السيتوكين الذي يحارب العدوى؛ نقص ساعات النوم يقلل من كمية هذه السيتوكينات والخلايا المناعية الأخرى.

هل النظام الغذائي يعزز المناعة؟

إن تناول ما يكفي من العناصر الغذائية والفيتامينات خلال نظامك الغذائي أمر ضروري لصحة جميع الخلايا، بما في ذلك الخلايا المناعية.

تعتمد كل مرحلة من مراحل الاستجابة المناعية للجسم على وجود العديد من المغذيات الدقيقة ومن ضمن العناصر الغذائية التي تم تحديدها على أنها ضرورية لنمو ووظيفة الخلايا المناعية فيتامين C وفيتامين D والزنك والسيلينيوم والحديد والبروتين، بالإضافة إلى الجلوتامين والأحماض الأمينية.

تؤثر النظم الغذائية قليلة العناصر الغذائية بشكل سلبي على نظام المناعة الصحي، كما أن النظام الغذائي الغني بالسكر الأبيض واللحوم الحمراء يعزز اضطرابات الكائنات الحية الدقيقة المعوية الصحية، مما يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء، ينتج عنه كبت المناعة.

الأمعاء هي موقع رئيسي للنشاط المناعي وإنتاج البروتينات المضادة للميكروبات، يلعب النظام الغذائي دورًا كبيرًا في تحديد أنواع الميكروبات التي تعيش في أمعائنا، لذا فإن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات يدعم نمو الميكروبات المفيدة والحفاظ عليها.

تقوم بعض الميكروبات الصحية بتقسيم الألياف إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، والتي ثبت أنها تُحفِز نشاط الخلايا المناعية، تسمى هذه الألياف أحيانًا بالبريبايوتك وهو بكتيريا حية تغذي وتحافظ على المستعمرات الصحية للبكتيريا المفيدة للجسم.

تشمل الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك: الكافيار، والزبادي، والخضروات، والملفوف، والثوم والبصل والكراث والهليون والخرشوف وخضار الهندباء والموز والأعشاب البحرية، والحبوب الكاملة.

هل تساعد المكملات الغذائية على تقوية المناعة؟

يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية إلى تغيير الاستجابة المناعية للجسم، وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن نقص أحد هذه العناصر: الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس وحمض الفوليك والفيتامينات A و B6 و C و D و E يمكن أن يسبب ضعف أو خلل المناعة.

تساعد هذه العناصر جهاز المناعة بعدة طرق؛ تعمل كمضاد للأكسدة لحماية الخلايا السليمة، ودعم نمو ونشاط الخلايا الجديدة، وإنتاج الأجسام المضادة، كما وجدت الدراسات الوبائية أن أولئك الذين يعانون من سوء التغذية معرضون بشكل أكبر لخطر العدوى البكتيرية والفيروسية وغيرها.

وفي حالة وجود نقص شديد في أحد هذه العناصر، ولا يمكن تعويضه من خلال الأطعمة، يجب الرجوع للطبيب لوصف المكمل الغذائي المناسب، وتجنب اختيار الأدوية من تلقاء نفسك، أو من وحي تجارب الآخرين لأنها قد تسبب آثار عكسية بالغة الخطورة.

أما عن مكملات فيتامين د ، فقد اكتشف العلماء أن نقص فيتامين د يسبب مرض التصلب المتعدد والسكري من النوع الأول، وما يسمى بأمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي أعضاء الجسم وأنسجته، وثبت أن هذه المكونات تعمل على تعزيز دفاعات الجسم لمحاربة الأمراض المعدية، مثل السل والإنفلونزا الموسمية.

كيف تؤثر النظافة الشخصية على جهازك المناعي؟

الجراثيم والبكتيريا تتواجد في كل مكان، ونحن معرضون لملامستها على مدار اليوم، وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، والنظافة الشخصية الجيدة والعناية بالجسم يساعدان في تعزيز جهاز المناعة لديك وحمايتك من الأمراض.

اغسل يديك، قد تكون هذه أبسط طريقة لممارسة النظافة الشخصية الجيدة كل يوم حيث يساعد غسل اليدين عدة مرات يوميًا بالصابون والماء الدافئ على تقليل فرص الإصابة بالبكتيريا والجراثيم.

ضع في اعتبارك أن الجراثيم قادرة على التعايش على الأسطح لعدة ساعات، لذا تأكد من تطهير يديك بشكل متكرر بعد لمس أي سطح غير نظيف، وإن كان من الأفضل حمل معقم يدين يحتوي على الكحول للحفاظ على نظافة يديك عندما لا تتمكن من غسلها بالماء والصابون.

بالإضافة إلى النظافة الشخصية، يجب أيضًا الحفاظ على نظافة المنزل، والأرضيات وخاصة الأماكن الرطبة من الأحواض والحمامات للتأكد من محاربة البكتيريا في المنزل، خاصة عند تواجد الأطفال.

7 خطوات للمساعدة في دعم نظام المناعة الصحي

احرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من فيتامين C حيث يساعد جسمك على محاربة الفيروسات قبل أن تهاجمك.

تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، مع شرب الكثير من الماء، والابتعاد عن الأغذية المعلبة والوجبات السريعة.

احصل على قسط كافٍ من النوم؛ النوم المنتظم لمدة 8 - 10 ساعات في الليلة أمر ضروري يساعدك على الشعور بالانتعاش ويسمح لجسمك بالعمل بشكل صحيح، لأن نقص عدد ساعات النوم يؤثر على دفاعات الجسم الطبيعية وجهازك المناعي.

مارس التمارين الرياضية بانتظام، لأنها تعزز عملية التمثيل الغذائي، وتجدد حيوية ونشاط الجسم، وتساعدك على الاستفادة من العناصر الغذائية التي تتناولها أقصى استفادة ممكنة مما يرفع من كفاءة الجهاز المناعي.

إدارة التوتر، القلق والعصبية الزائدة من أخطر أعداء الجهاز العصبي والهضمي، يؤدي القلق إلى اضطرات الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، مما يضعف مناعتك، لذلك ابحث عن بعض الاستراتيجيات الصحية التي تناسب نمط حياتك مثل التمارين أو الهوايات أو التحدث إلى صديق موثوق به.

تقليل السكريات المُضافة قدر المستطاع؛ تساهم السكريات بشكل كبير في السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، وكلها مخاطر تثبط جهازك المناعة ، استبدلها بالفواكه والسكريات الطبيعية.

الحفاظ على وزن مثالي ونظام حياة صحي، يجعلك تتحرك بشكل أفضل، ويضمن انتظام العمليات الحيوية، ولا تنس الفحص الدوري للاطمئنان على نسب الفيتامينات والعناصر الغذائية في الجسم، والكشف المبكر عن الأمراض.

احببت انا وليد عبده معلم احياء ثانوية عامة ( ومدرس احياء اونلاين ) ان اشاركم بهذه النصائح السبع، موجهًا إياها لأصدقائى وطلابى ومتابعى مدوناتى لمساعدتهم في الاهتمام بصحتهم العامة، وزيادة نسبة التحصيل الدراسي لطلاب العلم منهم، كما أن الرياضة والغذاء الصحي هما أساس تقوية جهاز المناعة للطلاب والجميع أيضا وحمايتهم من خطر فيروس كورونا الحالي، أو أي مرض آخر .

يُعاني أكثر من 30% من سكان العالم من السِمنة والوزن الزائد، بالرغم من توافر آلاف الأبحاث والدراسات والأنظمة التي تهتم بالغذاء الصحي وطرق الحصول على الوزن المثالي، إلا أنه لم يتم السيطرة على هذا المرض حتى الآن، فهل يا تُرى ما هي أسباب السمنة، وما مدى خطورة الوزن الزائد على صحة الإنسان؟

ما هي علامات البدانة ؟

البدانة أو السِمنة هي مصطلح طبي يعني أنك تحمل على الأقل 20٪ أكثر مما هو مثالي لطولك، يتم تشخيص الوزن الزائد من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وعندما يتزايد المؤشر عن 30 تعتبر هذه هي بدايات السمنة، والتي غالبًا ما تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة.

يعاني بعض الأشخاص من سمنة موضعية في مناطق معينة فقط من الجسم، بينما يواجه آخرون زيادة في وزن الجسم بالكامل، هناك من يمكنه فقدان الوزن بسرعة، في حين يعاني البعض من صعوبة بالغة في خسارة بعض الجرامات.

ما زالت السمنة لغزًا محيرًا، ولكن الأكيد أنها مؤشر خطر لأي شخص على وجه الأرض، وفيما يلي سنوضح لكم مخاطر وأسباب زيادة الوزن.

أضرار الوزن الزائد

• مشاكل التنفس

الضغط الناتج عن زيادة الوزن يمنع الرئتين من التمدد بشكل كامل، مما يسبب خلل عضلات التنفس، وإعاقة الجسم عن امتصاص ما يكفي من الهواء.

كما يؤثر الالتهاب المرتبط بدهون البطن أيضًا على رئتيك، وقد يؤدي إلى انفجار الشعيرات الدموية والحويصلات الهوائية أثناء القيام بأنشطة بسيطة مثل صعود السلالم، بالإضافة إلى تفاقم أعراض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

• أمراض الكبد

عندما تتراكم الدهون في الكبد، فإنها تؤدي إلى تندب الأنسجة (حالة تعرف باسم تليف الكبد) والتي تسبب تلف الكبد تمامًا في النهاية، مع العلم بأنه في أغلب الأحيان لا تظهر الأعراض إلا بعد حدوث ضرر بالغ في الكبد.

أجمعت الأبحاث على أن مرض الكبد الدهني ينتج عن مشكلات زيادة الوزن، أو سوء التغذية، خاصة في منتصف العمر، مع إهمال ممارسة الرياضة، والفحص المنتظم للجسم.

• العظام والمفاصل

يضاعف الوزن الزائد من الضغط على المفاصل، والغضروف الذي يحمي أطراف العظام مسببًا الآلام وقد يصل الأمر إلى حد التصلب، وعدم القدرة على الحركة.

تؤدي زيادة الدهون في الجسم أيضًا إلى المزيد من الالتهابات، يرى أطباء العظام أن الحفاظ على وزن مثالي أو أقل 5٪ يزيل الضغط عن العمود الفقري، ويخفف آلام أسفل الظهر والركبتين.

السمنة ومرض السكري أيهما يسبب الآخر!

ترتبط دهون البطن بمقاومة الأنسولين حيث يصنع جسمك الأنسولين، لكن لا تستطيع الخلايا استخدامه بشكل صحيح لإخراج الجلوكوز من الدم، مما يسبب ارتفاع سكر الدم عن المعدل الطبيعي والإصابة بمرض السكري.

 يعاني حوالي 8 من كل 10 أشخاص من مرض السكري من النوع 2 بسبب زيادة الوزن، وحتى الآن لا يوجد علاج يساعد على الاستشفاء التام بمجرد حصولك عليه، ولكن فقدان الوزن يساعد في تخفيف الأعراض ويمنع حدوث المضاعفات.

الأطعمة غير الصحية لا تزيد الوزن فقط، بل ترفع مستويات الكوليسترول الضار LDL والدهون الثلاثية، الأمر الذي يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويتضاعف الخطر عندما تجتمع هذه المشاكل مع مرض السكري.

ضغط الدم المرتفع؛ عندما يتخطى جسمك الوزن المثالي، سيتعين على القلب أن يضخ بقوة أكبر لتوصيل الدم إلى جميع الخلايا، تضغط هذه القوة على جدران الشرايين وقد تؤدي إلى إتلافها.

يمكن أن تؤدي السمنة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول إلى تلف الشرايين، مما يجعلها سميكة وصلبة، وقد لا تستطيع الأوعية الضيقة أو المسدودة توصيل الدم الكافي إلى الخلايا في أعضائك وأنسجتك.

على الرغم من أنه قد لا يكون لديك أي أعراض في الأعوام الأولى، إلا أن ضعف الدورة الدموية قد يؤدي في النهاية إلى نوبة قلبية أو قصور في القلب أو سكتة دماغية لا قدر الله.

السمنة وأمراض الكلى

تنقي الكلى الدم وتساعد على التحكم في الضغط، لكنها لا تستطيع القيام بعملها عندما تتراكم الدهون بداخلها وتضغط على الأوعية الدموية، أو عندما تنسد الأوعية التي تنقل الدم إليها.

اضطراب الكلى يؤدي ذلك إلى تراكم الفضلات في الجسم، وقد يتسبب مرضها في زيادة مضاعفات السكري وارتفاع ضغط الدم الشديد، وقد ينتهي الأمر بالفشل الكلوي.

حمض البوليك المتراكم في جسمك نتيجة قصور الكلى يُشكِل بلورات تشبه الإبر، تتجمع في المفاصل مثل إصبع القدم الكبير أو الكاحل أو الركبتين مسببًا ما يسمى بالنقرس.

تزداد مضاعفات وآلام النقرس بارتفاع نسبة الدهون، خاصةً عندما يكون لديك ارتفاع في نسبة السكر في الدم ومشاكل في الكوليسترول أيضًا.

مخاطر السمنة على الجهاز الهضمي

هناك العديد من المخاطر التي تسببها زيادة الوزن على رأسها متلازمة القولون العصبي، التي تسبب توتر الجهاز الهضمي، وخلل التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى الإمساك وانتفاخات البطن.

حصوات المرارة؛ إذا لم تتحرك العصارة الصفراوية، وهي نوع من السوائل الهضمية، عبر المرارة كما ينبغي، فقد تتصلب وتتحول إلى حصى، ويرجع ذلك إلى تواجد المزيد من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية الضارة في العصارة الصفراوية مما يعوق عملها.

ماذا عن أضرار الوزن الزائد والحمل؟

تزيد السمنة من مخاطر حدوث مشكلات صحية للأم والطفل أثناء الحمل، قد تكون النساء الحوامل اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بتطور سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الذي يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة لكل من الأم والطفل.

يتعرض الأطفال من الأمهات البدينات لخطر الولادة في وقت مبكر جدًا، أو إصابة الطفل بما يُعرف بعيوب الأنبوب العصبي (أمراض الدماغ والحبل الشوكي).

النساء الحوامل اللواتي يعانين من زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين وارتفاع نسبة السكري وضغط الدم، كما تزيد السمنة أيضًا من المخاطر المرتبطة بالجراحة والتخدير، ووقت الجراحة وفقدان كميات كبيرة من الدم.

يمكن أن يكون لاكتساب الكثير من الوزن أثناء الحمل آثار طويلة المدى لكل من الأم والطفل، وتشمل هذه الآثار تضاعف وزن الأم بعد الولادة، واكتساب الطفل الكثير من الوزن في مراحل النمو.

يساعد فقدان الوزن الزائد بعد الولادة على تقليل المخاطر الصحية، على سبيل المثال، إذا أصيبت المرأة بسكري الحمل، فإن فقدان الوزن قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من الحياة.

ما هي أسباب السمنة ؟

غالبًا ما يرتبط مفهوم الوزن الزائد لدينا بالإفراط في تناول الطعام وقلة الحركة، ولكن لا يمكننا حصر أسباب السمنة في هاتين النقطتين فقط، لأن هناك العديد من الأسباب الصحية والوارثية والعادات الخاطئة التي تسبب زيادة الوزن منها:

إذا كنت تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وخاصة الدهون والسكريات، ولكنك لا تحرق هذه السعرات من خلال ممارسة الرياضة أو النشاط البدني، فسيتم تخزينها في الجسم على شكل دهون.

السمنة لا تحدث بين عشية وضحاها، ولكن يتطور الأمر تدريجياً بمرور الوقت، نتيجة لسوء النظام الغذائي وخيارات نمط الحياة الخاطئة، مثل الجلوس لفترات طويلة، أو قلة ساعات النوم، أو عدم تنوع الغذاء.

توصي وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البالغين بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من النشاط متوسط ​​القوة، مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع، على سبيل المثال، يمكنك ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا لمدة 5 أيام في الأسبوع.

هناك بعض الحالات الوراثية النادرة التي يمكن أن تسبب السمنة، مثل متلازمة (برادر ويلي) التي يتوارثها الأبناء ومن أشهر أعراضها الجوع الدائم، وعدم القدرة على التحكم في زيادة الوزن.

ولكن في الكثير من الحالات، ترتبط السمنة أكثر بالعوامل البيئية، مثل عادات التغذية السيئة التي يتعلمها الأطفال، لذا يلزم الفحص الطبي أولًا قبل اتباع نظام غذائي للتخسيس.

في بعض الحالات، قد تكون زيادة الوزن ناتجة عن بعض الأمراض الأخرى، مثل قصور الغدة الدرقية حيث لا تنتج الغدد ما يكفي من الهرمونات فيحدث اضطراب في التمثيل الغذائي ينتج عنه زيادة الوزن.

متلازمة كوشينغ، وهي اضطراب نادر يسبب الإفراط في إنتاج هرمونات الستيرويد، التي يترتب عليها زيادة الكورتيزول في الجسم وزيادة الوزن.

كما تسبب بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات وأدوية الصرع والسكري وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض العقلية بما في ذلك مضادات الاكتئاب وأدوية الفصام في زيادة الوزن.

ومن ضمن الأمثلة الحيوية التى عاصرتها وأتضحت لى خلال رحلتى كمدرس بيولوجي ثانوية عامة أن السمنة مرض خطير لا عمر له يهاجم العديد من أطفالنا وشبابنا ، ويجعلهم أكبر سنًا وأقل طاقة ، وأضعف تحصيلًا ، وأود أن أوضح أننى غالبًا ما أسدي العديد من النصائح المتعلقة بالسمنة لأولادى و طلابى من خلال وقائع وتجارب عشناها مع الكثير ممن تحولت حياتهم بعد العوده لحياتهم الطبيغيه الصحيه وايضا من خلال الموضوعات المتعلقة بها في مذكرة احياء ثانوية عامة 2021 وكذلك بعض الاعوام السابقه خوفًا عليهم من ذاك العدو اللدود الذي يسلب طاقتهم.