الصيام وفوائدة ومدى تأثيرة على الجسم
اقترب شهر رمضان الكريم والمبارك، الذي ينتظره جميع المسلمين كل عامٍ بلهفةٍ وشوقٍ لاستقبال أيام الصيام وأداء العبادات المختلفة والتقرُّب من الله فيه. ومع صيام المسلمين لهذا الشهر كاملًا يكتسبون العديد من الفوائد والممارسات الصحية لأجسادهم، أبرزها خسارة الوزن، ولكن مع تغيُّر نمط الحياة الذي يصاحب هذا الشهر، قد يؤثر الصيام وفوائده سلبًا على صحة الإنسان وعاداته البيولوجية وكذلك النوم إن اتبع بعض العادات والسلوكيات الخاطئة مؤديًا للإخلال بالعديد من الوظائف المهمة لأعضاء الجسم. وفي هذا المقال نستعرض لكم الصيام وفوائده البيولوجية على صحة الإنسان ومدى تأثيرها سلبًا.
الساعة البيولوجية بجسم الإنسان:
هناك مصطلح يوجد بكل خلية من خلايا كل عضوٍ بجسم الإنسان يُعرَف بالساعة البيولوجية أو ساعة الإيقاع، والتي تنقسم بدورها إلى قسمين أساسيين للعمليات البيولوجية التي تتم بجسم الإنسان يوميًا طالما لا زال حيًا يتنفس، وهما:
- الساعة المركزية، والتي توجد في الدماغ وتعرف بمركز الساعة البيولوجية، وهي التي تنظم عمل جميع الساعات الفرعية بالجسم.
- الساعة الفرعية، والتي تتوزّع على مختلف أعضاء الجسم بنسب مختلفة.
وتتجانس هذه الساعة البيولوجية بانتظام في مراكز الجسم مساهمةً في تأدية وظائف أعضاء الجسم المختلفة بإيقاع يومي متناغم ومتناسق؛ وهذا يتم عن طريق ضبط التعبير الجيني لجينات النهار وجينات الليل في مختلف أعضاء الجسم.
مدى تأثير الصيام على الساعة البيولوجية وعملها في الجسم:
مما سبق نأتي بما يهمنا في موضوع الصيام وفوائده البيولوجية لصحة الجسم، وهو أن الوجبات اليومية وتوقيت تناولها يؤثر في الساعة البيولوجية وعملها في الجسم، وبشكلٍ خاص الساعة الفرعية التي تتوزع على أعضاء الجسم المختلفة، مما قد يؤدي إلى عدم تناغمها مع الساعة الخارجية، وبالتالي يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الجسم المختلفة وبعدد كبيرٍ منها، أبرزها الوظائف القلبية ووظائف عملية الأيض. مما يتسبب في ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ونقص حرق السعرات الحرارية، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الوزن كأبرز تأثير سلبيّ من أداء بعض العادات الغذائية الخاطئة في الصيام.
بعض الممارسات الخاطئة أثناء الصيام:
وما ذُكِر هو توضيح لتأثير بعض الممارسات الخاطئة التي يمارسها الكثيرون منّا طوال شهر رمضان المُبارك فيما يتعلق بالنوم والطعام. ففي رمضان يزيد البعض من تناول مختلف الأطعمة طوال فترة الليل، وهي الفترة التي تبدأ من وقت الإفطار وحتى وقت الإمساك (السحور)، وهو وقت لا يقبل فيه الجسم البشريّ تناول كميات كبيرة من الطعام، ويتسبب هذا الأمر في حدوث خلل حاد في الساعة البيولوجية كما ذكرنا أعلاه، هذا بالإضافة إلى السهر (عدم النوم) طوال الليل، والذي يتسبب كذلك في حدوث تغييرات فيزيولوجية عديدة تشبه التغييرات التي تصاحب اختلال الساعة البيولوجية.
نصائح لتجنُّب تأثير العادات الخاطئة أثناء الصيام على الجسم:
ولكن الصوم النهاري في رمضان له العديد من الفوائد الصحية أظهرتها الكثير من الأبحاث. وللحصول على هذه الفوائد، ننصح الالتزام بالتالي:
1- أن يقتصر تناول الطعام خلال الليل على وجبتين رئيسيتين، هما وجبة الإفطار، ويفضل أن يفطر الصائم على طعامٍ خفيف، ويتناول الوجبة الرئيسية بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء؛ والوجبة الرئيسية الثانية هي وجبة السحور قبل صلاة الفجر. كما يمكن أن يتناول الشخص وجبة خفيفة قليلة السعرات قبل النوم الليلي.
2- محاولة الحصول على كمية كافية من النوم بالليل، وهذا أمر أساسي لصحة الجسم خلال فترات الصيام؛ لأن النقص الحاد في النوم يمكن أن يتسبّب في خللٍ حادٍ في جينات الساعة البيولوجية، مما قد يؤدي لاختلالٍ في الوظائف القلبية ووظائف عمليات الأيض. وينصح العلماء والباحثون بأن يحاول الإنسان البالغ الحصول على 6 ساعات نوم خلال الليل في شهر رمضان على الأقل.
3- محاولة بدء العمل مبكرًا في رمضان وعدم النوم بعد صلاة الفجر. فعندما ينتهي العمل بعد ذلك مبكرًا، سيتمكّن الصائم من الحصول على قيلولة قصيرة بعد صلاة الظهر؛ لأن تأخير نظام العمل في رمضان لا يتوافق مع فيزيولوجية الجسم مؤديًا إلى اختلالها؛ حيث أن النوم بعد صلاة الفجر وبعد تناول وجبة سحور ثقيلة أمر غير صحي بتاتًا.
إن التزم الشخص بهذه الأمور وتجنّب العادات الغذائية الخاطئة خلال فترة الصيام ستتحسّن حالته كثيرًا ولن يؤثر الصيام سلبًا على بيولوجية جسمه، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم عن فضل الصيام «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *» صدق الله العظيم.
هل لديك معلومات كافية عن العصر الكامبري؟ إذا كنت على معرفة بهذه الحقبة الزمنية فأنت متأكد أن "النبات هو أصل الحياة" وعلى كل حال تابع معنا هذا المقال لمعرفة المزيد عن فوائد النباتات، وكيف مهدت لنا الحياة على سطح الأرض، ومدى تأثيرها علينا في الوقت الحالي.
ما هو الانفجار الكامبري؟
الأمر ببساطة هو أن الانفجار الكامبري كان بمثابة نقطة بداية الحياة على وجه الأرض؛ وهو بداية ما يُعرف بالعصر الكامبري حيث نتج عن هذا الانفجار اتحاد الاكسجين والهيديروجين لتكوين الماء مما جعل الأرض خالية تمامًا من الأكسجين وممتلئة بثاني أكسيد الكربون.
ظهر إثر هذا الانفجار آلاف الأنواع من النباتات التي سرعان ما انتشرت وغطت سطح الأرض بالكامل، كانت هذه الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين، وخلال عدة سنوات بدأ التوازن على سطح الأرض وامتلأ الغلاف الجوي بنسبة 20% من الأكسجين مما جعل الحياة ممكنة على سطح الأرض.
في مرحلة لاحقة ظهرت الحيوانات ثم تبِعها ظهور الإنسان، وبذلك كانت النباتات هي أصل الحياة على الأرض ومازالت ركنًا أساسيًا من أركان التوازن البيئي وفي النقاط التالية سوف تتضح لنا فوائد النبات للإنسان.
الفوائد الصحية للنباتات
أيما تحدثنا عن فوائد النباتات سيتبادر إلى أذهاننا الفوائد الملموسة؛ مثل الثمار والقيمة الغذائية التي تقدمها للإنسان، وكيف تساهم في الحفاظ على صحته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
لا يوجد مخلوق على وجه الأرض إلا وله فوائد لا تعد ولا تحصى، وأولها النبات، الذي يتغذى عليه الإنسان والحيوان، وبجانب التغذية يقدم العديد من المساعدات للإنسان على وجه التحديد، من بينها ما يلي:
النبات وتحسين الأداء البشري
إن قضاء الوقت في الطبيعة يمنحك شعورًا متزايدًا بالحيوية، مما يزيد من مستويات الطاقة ويجعلك تشعر بمزيد من النشاط، الذي يترتب عليه زيادة مستويات الأداء، من خلال هذه الحالة الذهنية المحسنة.
كما أظهرت دراسة نفسية حديثة من جامعة ميشيغان أن المهام التي يتم إجراؤها تحت تأثير الطبيعة المهدئ يتم تنفيذها بشكل أفضل وبدقة أكبر، مما يؤدي إلى جودة أعلى، علاوة على ذلك، يؤدي التواجد في بيئة طبيعية إلى تحسين أداء الذاكرة وتنشيط الانتباه بنسبة 20% وتحسين الإدراك العقلي.
مما يؤكد لنا أن تواجد النباتات في حد ذاته يعود بالكثير من المنافع على الإنسان، وأن الأمر لا يتوقف عند كونها مصدر للغذاء فقط.
هل زراعة الزهور مُربحة؟
إن وجود الزهور في المنازل أو أماكن العمل يُحسِن المزاج بشكل كبير، ويقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب المرتبط بالتوتر حيث تضاعف الورود ونباتات الزينة من مستويات الطاقة الإيجابية وتساعد على الشعور بالأمان والاسترخاء.
تقلل أيضًا فرص الاكتئاب المرتبط بالتوتر، بشكل عام، تساعدك على تحقيق نظرة أكثر تفاؤلاً لحياتك، وتجلب لك تحفيزًا بصريًا ونفسيًا ممتعًا، كما يسرع عملية الشفاء.
أثبتت الأبحاث التنموية أن وجود النباتات في غرف الإنعاش بالمستشفى أو مناظر الحدائق المبهجة من الناحية الجمالية يساعد المرضى على الشفاء بشكل أسرع، بسبب التأثيرات المهدئة لهذه النباتات خاصة عندما يتفاعل معها المرضى.
إذا فالأمر لا يتوقف عند حد الربح المادي، بل هناك أبعاد نفسية وصحية أهم بكثير، الزراعة حياة وليست مجرد مهنة، ولا يجب أن تقتصر على أشخاص بعينهم، ازرع أينما كنت.
النباتات والأطفال
إذا كنت تسعى للحفاظ على صحة طفلك، فسوف تجد جميع أطباء ومتخصصي التغذية والأطفال ينصحون بتناول الأطعمة الطازجة والفواكه والخضروات الصحية، لأنها بنسبة 100% تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.
ولكن ماذا عن الزراعة في حد ذاتها ؟ لماذا تحرص المدارس ودور رياض الأطفال على مشاركتهم في زراعة النباتات والعناية بها في المدرسة والفصول أيضًا ؟
تؤكد الأبحاث التجريبية أن الأطفال الذين يقضون وقتهم حول النباتات يتعلمون بشكل أفضل، بالإضافة إلى ذلك، فإن التواجد في بيئة طبيعية يحسن قدرة الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والتركيز، مما يؤدي إلى تعزيز قدرات التعلم.
البيئة الطبيعية تساعدهم على الانخراط بشكل أكبر في الفصل، وتقليل المشتتات التي تشغل عقولهم، كما تزيد انتمائهم للمدرسة وإحساسهم بالمسؤولية تجاه رعاية النبات، النباتات ليست للطعام فقط، أو للشكل الجمالي، بل هي حقًا حياة.
الخصائص الطبية للنبات
من أكثر فوائد النباتات والأشجار وضوحًا أن العديد منها له خصائص طبية قيّمة، فهناك مئات الأوية يتم استخلاص المواد الفعالة بها من النباتات، آلاف الأمراض يتحقق الشفاء منها بمساعدة النباتات.
وحتى الآن ما زال البحث العلمي في مختلف أنحاء العالم يكتشف المزيد من الفوائد كل يوم، ويطور الأدوية والوصفات المختلفة، للخفاظ على صحة الإنسان وحمايته.
بالإضافة إلى العلاجات العشبية الطبيعية وهي طرق بسيطة وشاملة لعلاج الأمراض الشائعة، يمكنك استخدامها في المنزل، مثل أعشاب مكافحة البرد أو تقوية المناعة.